أصدر الكتاب عن “منشورات ميم”

محمد كاديك يطرح "سؤال السخرية" ويقدم "أدوات الكتابة الساخرة"

أصدرت "منشورات ميم" بالجزائر، كتابا جديدا للباحث محمد كاديك، وسمه بعنوان "سؤال السّخرية وأدوات الكتابة السّاخرة"، وجاء الكتاب في 179 صفحة من القطع المتوسط، توزعت عليها أربعة فصول، في محاولة للإحاطة بمفهوم "السّخرية" الذي وصفه الكتاب بأنه مهمّ جدا للكتابة الأدبية، والرّوائية منها، بصفة خاصة.


سؤال السخرية وأدوات الكتابة الساخرة

وقصد التوصل إلى الإحاطة بماهية "السخرية"، حرص الباحث على تقديم صورة مجملة عن "التعريفات" التي تداولت على المفهوم بداية من التعريفات البلاغية إلى غاية التعريفات الفلسفية، ثم عالج مسألة انتقال المفهوم من مستوى "الحضور" إلى مستوى "الواقع" ليتتبع آثاره في التاريخ، ثم فسح للفصل الثّاني الذي خصصه لـ"الانتقالات الكبرى لمفهوم السّخريّة"، فقدم صورة عن سيرورة تطوّره عبر حقول معرفيّة مختلفة، وسجل "المحطات التّاريخية التي شهدت بروز المفهوم بالشكّل الذي يمنحه فاعليّته"، بداية من "التّهكم السّقراطي"، ثم "السّخرية الرومانسيّة" بما هي اللّحظة الفارقة في المسار العام لتطوّر لمفهوم، وانتهاء إلى مقامه الفلسفي من خلال "الحوار الهيغليّ ـ الرومانسيّ" وموقف سورين كيركغور وفريديريش نيتشه، دون أن يهمل الدراسات اللغوية التي اشتغلت على الموضوع.

أما الفصل الثالث فقد جاء تحت عنوان: "تشريح السّخريّة"، واشتغل فيه الباحث على التفريق بين مفهوم "السخرية" والمفاهيم المجاورة التي تتماهى معه أو تنويعاته التي تُرتّب وفق طبيعة الوعي الذي ينشطها، بينما اقترح الفصل الرّابع، ما اعتبره معالم يمكن أن تكون لها ثمراتها في حقل الدّراسات السّاخرة العربيّة؛ ولهذا كتب تحت عنوان: "السّخرياتيّة العربية"، وعاد إلى تاريخ المادة السّاخرة العربيّة، ورصد أهمّ المغالطات المصطلحيّة والفكرية التي تحول دون استيعاب عمق المفهوم، وتنحرف بالدّراسات إلى ما يصطنع أوهاما لا يحتملها.

وقال الباحث في مقدمته لـ"سؤال السخرية"، إنه قصد إلى البحث عن "ماهية السخرية"، ولم يكتف بتجليّات الممارسة الساخرة في الحاضنة الأدبية، بل تجاوزها إلى التمأسس الفلسفي، من أجل توفير الأدوات التي تسمح للكتابة الأدبية في عمومها، موضحا أن الإحاطة بمفهوم "السخرية" من شأنها أن "تسمح للكتابة الرّوائيّة العربيّة بتجاوز المحاكاة إلى الوعي بنوعها الأجناسيّ".

للإشارة، فإن الناقد محمد كاديك، باحث بمخبر الترجمة والمصطلح بجامعة الجزائر 2، وفي حوزته عدة أعمال أدبية وشعرية ونقدية بينها: "قصة الملك سيف التيجان: دراسة أجناسية" الصادر عن دار الألمعية، و"من الملحمة إلى الرواية: آليات الانتقال الأجناسي" الذي أصدرته دار التنوير، إضافة إلى عدد معتبر من المقالات المنشورة بالمجلات المحكمة أو الصحف الوطنية والدولية.