الحب من أول نظرة.. النساء أقوى والرجل فريسة سهلة

تسيطر فكرة الحب والغرام على الكثير من الشباب، خاصة إذا كانوا في فترة الجامعة والمراهقة، فتلاحظ أن كل شاب وفتاة يظنان أنهما نضجا فكريا وعاطفيا، ويبدأ الشاب في رحلة البحث عن نصفه الثاني وشريك حياته وهكذا الفتاة، أو يبدأ في البحث عن قصة حب كما يراها في الأفلام والمسلسلات، وعندما نذكر قصص الحب يأتي في أذهاننا مصطلح “الحب من أول نظرة”، الكثير منا يردد تلك الجملة، لكن لا يعلم مدى صحتها، وهل بالفعل هناك حب من أول نظرة أم أنها مجرد جملة تُقال؟ وهل يكون حبا بالمعنى الحقيقي العميق لتلك الكلمة أم أنه مجرد إعجاب مؤقت وسيزول؟.


يؤكد خبراء علم النفس بأن الحب من أول نظرة يشكل إحساسا سريعا لدى الفتاة بالانجذاب نحو شخص معين لم يسبق لها لقاؤه، لإعجابها بإحدى صفاته كمظهره وقوامه أو ملامح وجهه وابتسامته ونظرته أو بطريقة كلامه ونبرات صوته أو تصرفاته، ووقتها تعتقد الفتاة الصغيرة أنها عثرت على فتى الأحلام الذي طالما كانت تتمنى أن تلتقي به، وأن هذا الفتى سوف يعوّضها عن باقي الأيام وستعيش معه قصة الحب الخيالية.

ويشير الخبراء إلى أن الواقع عادة ما يختلف عن القصص الخيالية والأفلام السينمائية، إذ أنه ليس من الضروري أن يبادلها الفتى نفس الإعجاب، كما أن الإحساس الجياش قد يضعف ويتلاشى بعد أن يحدث بينهما لقاء أو عدة لقاءات يشعر خلالها أحدهما أو كلاهما أن الانسجام بينهما منعدم، وأن الإحساس الجيّاش والهالة التي وضعتها الفتاة فوق رأس المحبوب لم تكن حقيقية بل وليدة الخيال، وذلك بعد التعرف عليه أكثر ومعرفة طباعه وصفاته وثقافته، فمن الممكن أنها لم تعجب بها ويزول هذا الإعجاب من أول جلسة، فهنا لا يكون حبا من أول نظرة ولكن كان مجرد إعجاب بأحد مظاهره.

ويشير الكاتب الأمريكي “أريك جودمان”، بعد إجراء بحث ميداني على مجموعة كبيرة من الشباب من الجنسين في المدارس الثانوية وبداية المرحلة الجامعية في نيويورك، إلى أن الانطباع القوي الناجم عن اللقاء الأول بين الفتاة والشاب، والذي يطلق عليه الكثيرون اسم “الحب من أول نظرة”، يكون خداعا ووهما في أغلب الأحوال، حيث يكون هذا الإحساس ناجما عن ولع أحدهما بفكرة الحب نفسها، أو لأن أحدهما حاول تجسيد صورة أو صفات المحبوب الموجودة في الخيال عند الآخر، ثم يتكشف له في المستقبل أن الخيال مخالف للواقع، كما أن الإعجاب القائم على الشكل الخارجي وليس الجوهر الداخلي سرعان ما يتلاشى ولا يصنف على أنه حب.

ويوضح جودمان أنه عندما يكتشف المحب أن الواقع اختلف عن الخيال، وأن الحب من أول نظرة لم يسفر عن عاطفة مثمرة، وأن المحبوب ليس الفتى أو فتاة الأحلام، أو ذلك الملاك المرسوم في الخيال يشعر وقتها بأنه المسؤول الأول عن خداع نفسه، فالحب الحقيقي لا يرتكز على النظرة الأولى للمحبوب، وإنما يكون بالاقتناع الكامل بجوانب شخصية الشريك الآخر وطريقة تفكيره والعواطف المتبادلة، وأن تشعر الفتاة بأن الحب يغمرها، وأنها وجدت شخصا يشاركها أفكارها وأحاسيسها، ويتعاطف معها، ويهتم بها.

وعلى الرغم من تأكيد الكثير على أن الحب من أول نظرة لا يتعدى كونه إعجابا وليس حبا، إلا أن هناك دراسة ضربت بهذه الآراء عرض الحائط، حيث أكدت دراسة أجراها باحثون في جامعة شيكاغو الأمريكية، أن الحب من أول نظرة حقيقة، فقد فرقت بين الحب والرغبة، وذلك من خلال تحديد منطقة الجسد التي تحدق فيها عين الشخص عند رؤية أنثى لأول مرة.

وأوضحت الدراسة أن الأبحاث أظهرت أن الحب والرومانسية يتبينان من خلال نظرة الشخص إلى وجه شريكته المحتملة، وأن الشعور بالرغبة الجنسية فقط يتبين من خلال النظر إلى الأجزاء المثيرة في جسد الأنثى.

وأضاف الباحث الرئيسي للدراسة، ستيفاني كاسيوبو، قائلا: إن الذهن يحدد توجه الشخص نحو الحب أو الجنس بشكل تلقائي في أقل من نصف ثانية، ويعقب ذلك تحديد نوعية النظرات والشعور تجاه الأنثى، كما ذكر الباحثون أن الرجل أكثر عرضة للوقوع في الحب من أول نظرة.

دوائر عصبية

وإذا آمنا بأن الحب من أول نظرة حقيقة، فهنا نتساءل: من الذي يقع في الحب من أول نظرة أولا الرجل أم المرأة؟ فيؤكد د. نبيل كامل خبير التنمية البشرية ، أن الرجل أكثر عرضه للوقوع في الحب من أول نظرة أكثر من المرأة، لأن التصوير الإشعاعي في المرحلة الأولى من التعارف بين الرجل والمرأة يظهر نشاطا أكبر في مخ المرأة المحبة عن مخ الرجل في المراكز الخاصة بالانتباه والحدس والذاكرة، أما الرجل فيظهر نشاطا أكبر في قشرته المخية البصرية، مما يعني أنه أكثر عرضة للوقوع في الحب من أول نظرة.

ويشير كامل إلى أنه في هذه الحالة يتم إغلاق الدوائر العصبية الخاصة بالحرص والتفكير المنطقي، حتى أن المحبين كثيرا ما يعلنون أن عيوب محبوبهم لا تؤرقهم ولا تشغل بالهم، وهذا ما يعنيه المثل القائل “الحب أعمى” كذلك يتم تهدئة المراكز المخية المسؤولة عن الخوف والقلق.

وفي النهاية، فلكي تعرف كيف تحدد الحالة التي تمر بها هل هي حب أم إعجاب؟ فإذا كان قلبك يخفق بشدة عند رؤية وحديث الطرف الآخر وتكون وقتها في حالة هائلة من السعادة، فهذا ما يسمى بالحب، وإذا كنت تشعر بالسعادة فقط، فهذا لا يتعدى مرحلة الإعجاب، وإذا كنت لا تستطيع النظر في عيونه، وإذا نظرت يحمر وجهك فإنك تحب هذا الشخص، وإذا كنت لا تستطيع بالبوح بكل ما يدور في خاطرك من مشاعر وأحاسيس، فبالطبع أنت تكن الكثير من المشاعر والحب لذلك الشخص، فالفرق بين الحب والإعجاب شعرة، وعليك أنت أن تفرّق بينهما.