أعلنت مؤسسة محمد أركون للسلام بين الثقافات فوز الجزائري الأستاذ الدكتور فارح مسرحي بجائزة محمد أركون في الطبعة الثانية 2016، وهي الطبعة التي طرحت التساؤل حول إمكانية الخروج من السياجات الدغمائية للمثلث الأنثروبولوجي: عنف/مقدس/حقيقة من خلال أعمال أركون، وقدم لها الدكتور فارح مسرحي بحثا غاية في الأهميّة وسمه بعنوان: “الأنسة أفقا للتعايش الآمن”.

وقالت الأستاذة أسماء شرايبي، عضو مؤسسة محمد أركون للسلام بين الثقافات، إن اسم الدكتور فارح مسرحي اختير بإجماع أعضاء اللجنة المشرفة على الجائزة التي سيتم تسليمها للفائز بالدار البيضاء المغربية في السابع عشر أكتوبر المقبل.

ويعد الدكتور فارح مسرحي، الأستاذ بقسم الفلسفة بجامعة الحاج لخضر بباتنة من أكابر الدارسين لفكر أركون، كما يعد كتابه “ المرجعية الفكرية لمشروع أركون الحداثي: أصولها وحدودها” من أهم الكتب التي ألمت بالفكر الأركوني بما هي دراسة تحليلية نقدية مقارنة؛ وتمكنت الدراسة من تفكيك مفهوم “الإسلاميات التطبيقية” عند أركون بشكل غير مسبوق، يجعل من الفكر الأركوني سهلا سلسا في متناول القارئ العربي.

ودرس الدكتور فارح مسرحي في “المرجعية الفكرية لمشروع أركون” الإشكاليات التي يطرحها الجهاز الاصطلاحي لمحمد أركون، كما درس إشكاليات التعددية المنهجية، وانتهى إلى الآفاق التي يرنو إليها المشروع الأركوني، وخلص إلى القول إن “التقييم الموضوعي للمشروع الأركوني ينبغي أن يكون من منطلق النظر إليه كبرنامج عمل أو مخطط أولي يرسم المسارات الواجب اتباعها لتوليد فكر نقدي جديد عن ماضي المسلمين وحاضرهم، يسمح للمسلمين بالتصالح مع معطيات العصر، أي أن يكون فكرا جديرا بالصفتين إسلامي ومعاصر”.

ينبغي أن نشير إلى أن الدكتور فارح مسرحي يبقى أهم دارس لفكر محمد أركون، وفي حوزته كثير من الدراسات التي تلقي الضوء على الفكر الأركوني؛ كما تجدر الإشارة إلى أن الطبعة الأولى من جائزة محمد أركون فاز بها المغربي نبيل فازيو.

قراءات وبحوث