“الصوت الآخر” تحتفي بـ”سيف التيجان”

احتفت اليومية الجزائرية "الصوت الآخر"، في عدد الخميس 22 سبتمبر 2016، بالدراسة الأجناسية في "قصة الملك سيف التيجان" التي تصدرها دار الألمعية للنشر والتوزيع خلال معرض الجزائر الدولي للكتاب أكتوبر المقبل.

 وخصصت "الصوت الآخر" مساحة هامة للحديث عن المنتج المعرفي الأول في فنه بالمكتبة الجزائرية المتعلق بالبحث في الطبيعة الأجناسية لسيرة شعبية جزائرية حققها الدكتور شريف مريبعي، وأخرجها لأول مرة بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، ليختصها محمد كاديك بدراسة أجناسية يؤكد فيها وفق ثلاث مقاربات الطابع الملحمي الذي تتميز به "سيف التيجان"، والسير العربية عامة.

"الصوت الآخر" ليوم 22 سبتمبر 2016
"الصوت الآخر" ليوم 22 سبتمبر 2016

وتعتبر قصة الملك سيف التيجان اكتشافا حقيقيا هدم النظرية التي هيمنت لعقود عديدة، واعتبرت أن الغرب لا ينتج السير، على أساس أنه متوقف على فنون "البرهان" في مقابل الشرق الذي يختص بالجانب العرفاني، وجاءت السيرة لتفرض إعادة النظر في هذا الموقف الذي جعل من الأعمال الفنية والأدبية منقسمة على العرفان والبرهان بين مشرق العالم العربي ومغربه.

وتهدم قصة الملك سيف التيجان نظرية جون دوريف، وهو الدارس الكبير للنصوص الملحمية الإفريقية، الذي قدّر أن خيار إعطاء الهيمنة للتاريخ على حساب الأسطورة متعلق ببناء الدولة وهيكلتها، حيث لاحظ بأن كل النصوص الملحمية التي تختار الأسطرة تنتجها شعوب لم تعرف معنى "الدولة" الهيكلي، وتأتي "قصة الملك سيف التيجان" في طابعها الأسطوري المحض، لتفرض مراجعة هذا الرأي، خاصة وأنها ـ في نسختها الجزائرية التي اكتشفها الدكتور عبد الحميد بورايو في زاوية بمدينة ندرومة ـ تنبني على الجانب الأسطوري المحض، ولا تعير لـ"التاريخ" الموضوعي سوى قصتها الإطار التي تبدأ بتحديد خليفة من خلفاء بني أمية، ثم يتلاشى الإطار ليهمين ما هو أسطوري إلى غاية النهاية؛ مع الإشارة إلى أن مفهوم "الدولة" الحديث نفسه، تأسس معرفيا بالجزائر، وهو ما تشهد به "مقدمة" ابن خلدون التي تعتبر مرجعا أساسيا لكل ما جاء بعدها من علوم اجتماع وعلوم سياسة.

قراءات وبحوث