“طريق إلى الشمس” و”سيف التيجان”.. رحلة ممتعة من التشويق

يدخل الكاتب والشاعر محمد كاديك بقوة، معرض الكتاب الدولي 2016، من خلال عملين متميزين يتعطش القارئ بشدة للإبحار عبر صفحات جديد إبداعه، ويتعلق الأمر برواية وسمها بعنوان "طريق إلى الشمس" ودراسة حلق فيها عبر ذاكرة تاريخ السيرة الشعبية، ليقدم بجمالية راقية "قصة الملك سيف التيجان"، تعد بالفعل إضافة ثمينة بطعم ولون خاص للمكتبة الجزائرية، ويضرب لجمهور القراء هذا السبت 29أكتوبر 2016، موعدا لتوقيع روايته في حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال بجناح "أناب".

 كتبت: فضيلة بودريش

غلاف "طريق إلى الشمس"
غلاف "طريق إلى الشمس"

يطرح الكاتب والإعلامي القدير محمد كاديك في المعرض الجزائر الدولي للكتاب إصدارين قيمين، الأول "دراسة أجناسية" صدرت عن دار الألمعية، يتطرق فيها للسيرة الشعبية، من خلال "قصة الملك سيف التيجان"، التي اختارها عنوانا لكتابه، علما أنه حققها الدكتور شريف مريبعي، في حين عمله الروائي المشوق صدر عن منشورات آناب" انتقى له عنوان "طريق إلى الشمس".

جاء مولود رواية "طريق إلى الشمس"، في الشكل في حلة جميلة وأنيقة، وعلى مستوى المضمون عذبة، عكست قدرته في إلهاب الصفحات بعنصر التشويق وسحر القارئ من الفقرات الأولى وأسره بين سطورها بذكاء كبير، ويشعر كل من ينتقيها ويختار اكتشافها، أنها ببعد ملحمي حيث تتناول قصة موظف يعاني من ضغوطات إدارية، بسبب تأثير أحد البورجوازيين الجدد، بعد أن وجه له  تهمة سرقة مذياع، ورغم إثبات براءته من تهمة السرقة، إلا أن الإدارة أصرت على مواصلة إجراءات طرده من العمل، فيخرج من مقر المؤسسة وقد انغلق الأفق في وجهه وانطفأ الأمل في نفسه، ويعود إلى بيته وفجأة وقبل وصوله، تحدث مفاجأة كبيرة ستجدون تفاصيلها وتتذوقون سحرها عندما تقلبون صفحات هذه الرواية.

ومن دون مبالغة يمكن القول إن الدراسة التي صدرت، تعد أول كتاب أكاديمي يعالج السيرة العربية، بروح وتوجه يحمل الكثير من الدقة والجدية والتميز على حد سواء، على اعتبار أنه يسلط الضوء، على جانب هام من الأدب العربي الشعبي، ولا نبالغ إذا قلنا أنه استطاع معانقة العالمية، عندما أفعهما بدفقات من القيم الإنسانية، التي أغفلتها العديد من الملاحم وروايات الفروسية الغربية. وتمكن الأديب بالرفع من سقف أهمية التراث الشعبي الجزائري و العربي على وجه الخصوص.

غلاف "قصة الملك سيف التيجان: دراسة أجناسية"
غلاف "قصة الملك سيف التيجان: دراسة أجناسية"

وبالفعل هذه الدراسة قدمت بعناية كبيرة الدور الحقيقي، الذي لعبه الرواة والمداحين من خلال إبداعهم ونشاطهم، الذي ساهم في ترسيخ عقيدة النصر في قلوب الجزائريين وقوى في نفس الوقت إرادة وعزيمة التخلص من الاستعمار الفرنسي، في الفترة الممتدة ما بين 1860 و1869، عبر"قصة الملك سيف التيجان".

الجدير بالإشارة فإن في رصيد الإعلامي القدير والباحث المحنك والشاعر الموهوب محمد كاديك، مجموعتين شعريتين، إحداهما وجهها للأطفال تحمل عنوان "ورد وسكر" ونظرا لتميزها، انتقيت بعض أناشيدها ونشرت في الكتاب المدرسي الرسمي، في حين المجموعة الثانية تتضمن مجموعة قضائد، حاول فيها الشاعر الكاتب، ترجمة ما عاشه الجزائري من معاناة خلال العشرية السوداء، وتحمل عنوان "بالحياة مع وقف التنفيذ"، ولديه إلى جانب كل ذلك إسهامات قيمة، نشرها في كتاب جماعي صدر عن منشورات "آناب"، موسومة ب"شعراء كتبوا الثورة"، تمثلت في دراسة حول الشيخ محمد العيد آل خليفة، وما أحوجنا إلى مثل تلك الدراسات، وفي القائمة الإبداعية للمبدع كاديك مسرحية فلسفية، عنونها بـ"المهرج" نشرت على صفحات جريدة "الشعب".